بطاقة تعريف…
مشاركة بقلم محمد مفرح
إسمي موضح أعلاه، عمري لا يهم إن كان مصيري في الآخر هو الفناء، لا أقرأ كتباً كثيرة ولا حتى روايات، قرأت في مسيرتي بعض الكتب أحدهم كان “لاتحزن” الذي ترك من تأملاته الإيمانية في النفس الطمأنينة، و”قواعد العشق الأربعون”، ومن باب الصدفة رأيته عند صديق لي، فقررت تجربة متعة القراءة … كتاب جميل شيق، فيه من المعاني والعِبّر ما يكفي لتكون الحياة جميلة في عيني، وقد ترك أثراً كبيراً في حياتي، وله الفضل الكبير في جمعي بتوأم روحي، الذي كان مهر حُبِنا كتابٌ، وكانَ نتاجُ الكتابِ حُبنا، الذي كان مهد ولادتي، وترعرعت بين جدرانه، ومن هناك بدأت مسيرة حياتي.
– الآخر بصراحة لا أذكره جيداً، ولكنها كانت رواية عاميّة السرد، وأيضاً من باب الصدفة قرأتها، كان جارنا أستاذ اللغة الفرنسية يُعزّل مكتبته، فأخرج الكثير من الكتب لتنسيقها، أخذت بعضاً منها من باب سأصبح “مثقفاً” … أكثر كلمة تثيرني اشمئزازاً، رواية كانت تسرد ليالي السمر على روابي نهر العاصي… أظن لم أكملها.
– الٱن أمامي كتابان “عن الرجال والبنادق” لـ “غسان كنفاني” والآخر “النبي” لـ” جبران خليل جبران” اشتريتهما من باب سأصبح “مثقفاً” ولديّ كتب… هه كنت أظن أن هذا بداية طريق “الثقافة”، كل شهرين أو أكثر أفتحهما أقرأ بعض الأسطر فأشعر بالتعب والمللِ قليلاً…. هجرتهما ولم أكملهما إلى الآن.
– هاهما الآن أمامي، جعلتهما مازة افكاري، وأبدأ بأسترسال أطراف الحديث معهما، وأبدأ بسؤالهما أحياناْ… أتفضلون احتساء شيء؟ أوتشعرون بالبرد أدفئكم في فرن المطبخ، أم أسكب عليكم بعض الشاي الساخن فإنه في هذا البرد لكما نعيم الآخرة، وكأنني أعاني ما أعاني من مرض جنون العظمة.
– نعم لا أقرأ مع أنني من عُشاق القراءة، فأنا لا اقرأ إلاّ الذي لي، ولا لكتاب معروفين ايضاً… اقرأ ما أكتبه فقط، وبعض كتابات أصدقائي المبدعين، وما أنا مقتنع به. لٱنني مقتنع تماماً إن الابداع يكمن في البساطة والناس البسيطين، هم صُناع السعادة وصناع الامل، وأغلب الذين أصبحوا جهابذة القلم وقباطين الورق، هم من بدأوا في السعي في هذا الطريق كانوا اناس بسيطين جداْ.
ديكتاتوري في القراءة قليلاً وإقصائيّ الى حد ما، لكنني أعشق الديمقراطية التي في ذهني المؤمن بها.
– أنا شخص معجب بكتاباتي إلى حد الجنون، وأحياناَ لشدة إعجابي بها، أتمنى لو كان بمقدوري وإمكاني أن أبني داراً للثقافة والنشر خاصة بكتاباتي ومن هم مثلي، وأقول لا قلم يعلو فوق قلمي، مع احترامي لبقية الأقلام المبدعة والنيَرة، لمن هم أكبر وأصغر مني من الكُتاب، وأكبر مني في صياغة الفكرة وسردها.
– نعم مغرور بكتاباتي رغم بعض الأخطاء اللغوية والنحوية، فـلست أقل شأناً من أحد، الكل يحمل قلماً ويملك ورقاً، ويرسم ما تأتيه من أفكار على قارعة الورق، ولكن لكل منا إحساس مختلف وطريقةٌ مختلفة ايضاً في التعبير.
لاتهمني الشهرة بقدر ما يهمني أن أكون راضياْ عن نفسي، ولقاء ذاتي بين السطور، فالوصول الى القمة أسهل بكثير من الوصول الى الذات.
-أظن هذا ليس كفراً، من باب من لا تعجبه نفسه، لن يعجبه أحدٌ ولن يعجب به أحداّ، ولن يكون راضياً أبداً، ولا احد سيرضى به حتى.
الآن أنا أكتب وأنظر الى تلك السطور التي كتبتها، متعجباً من نفسي كيف وصلت إلى هنا..
– هذا السرد الٱن في غرة الفجر، كتبته من بنات أفكاري، لم أكتبه على الورق بعد، وأظن إنني لن أكتبه ايضاً، لأنني أشعر أنني قد استنفذت طاقتي في الكتابة، وتماديت ايضاً في السرد، واستنفذت بطارية هاتفي المحمول الجديد، الذي أشتريته تقسيطاً ولم أدفع من ثمنه شيئاً، وهو الآن قيد التجربة، وكأنه يقول لي أنا سأخلد للنوم، فلقد أفرغت طاقتي يا ديكتاتور الكتابة.
إنني مذهل ومبدع حقاً يا أنا، سلمت أناملي المعتقة برائحة التبغ.
محمد مفرح
المانيا 2017
[google-translator]