إنّ التمسك بالهوية وبكل ما هو إيجابي في ثقافتنا وتاريخنا وقيمنا ، لا يعني عدم الانفتاح على المجتمع الجديد والانخراط فيه بفاعلية. فالانسان يعرف ذاته بمقدار ما يعرف العالم على حد تعبير الأديب يوهان غوته. ومعرفة الذات ومعرفة الآخر تجعلنا ندرك أن ” الكامل زائف”، كما يقول الفيلسوف ثيودور أدورنو.
نعم، إن لكل ثقافة هويتها الخاصة التي تميزها عن غيرها. لكن هذا لا ينفي وجود عناصر مشتركة بين جميع الثقافات. فليس هناك من ثقافة تخلو من عناصر ثقافة أخرى، وليس هناك من هوية تشكلت بمعزل عن التأثر بهويات ثقافية أخرى. فالنقاء الثقافي، إن جاز التعبير، هو محض ادعاء لا أساس له في الواقع. في هذا السياق، ومن وحي المفكر إدوارد سعيد، يقول الشاعر محمود درويش :
لا الشرقُ شرقٌ تماماً
ولا الغربُ غربٌ تماماً
فإن الهويَّةَ مفتوحةٌ للتعدُّد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ